كيف تسربت الوثائق الأمريكية إلى موقع ويكيليكس؟

يعتقد الجيش الأميركي أن المسؤول عن تسريبات مئات الآلاف من وثائقه السرية إلى موقع "ويكيليكس" هو الجندي برادلي ماننغ البالغ من العمر 22 عاما، والذي يحتجز في زنزانة انفرادية منذ سبعة أشهر، وينتظر محاكمة عسكرية في أوائل العام المقبل.


وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير لها أن برادلي ماننغ المحلل السابق في جهاز المخابرات "متهم بتنزيل وثائق مصنفة على أنها سرية بدون تخويل رسمي، عندما كان يخدم في قاعدة عسكرية أميركية قرب العاصمة العراقية بغداد".

وأضافت أن "ماننغ مشتبه فيه على أنه قام بتصوير نسخ من أرشيف وزارة الخارجية، وكذلك تسريب ملف فيديو يحتوي على تصوير لطائرة مروحية أميركية تقتل مدنيين عراقيين، بالإضافة إلى آلاف الوثائق المتعلقة بالحرب في العراق وأفغانستان".



وصف ماننغ لأحد رفاقه, بحسب الصحيفة البريطانية, عملية تسريبه للوثائق بأنها "سهلة إلى درجة ساذجة", قائلاً "آتي إلى العمل ومعي قرص مدمج عليه موسيقى.. أمسح الموسيقى.. ثم أنسخ مكانها ملفات مضغوطة ولا يشك أحد في أي شيء... أصغي للأغنية وأحرك شفتي مع الموسيقى بينما أقوم بتهريب ما يمكن أن يكون أكبر عملية تسريب في التاريخ الأميركي".

وقال إنه تمتع بـ"تصريح غير مسبوق لمدة 14 ساعة طوال أيام الأسبوع للدخول إلى شبكات مصنفة على أنها سرية"، مشيراً إلى أن تصريحه استمر لمدة 8 أشهر كاملة.



وأضاف ماننغ لشريكه أدريان لامو, الذي أرشد في النهاية السلطات للقبض على ماننغ, أن "هيلاري كلينتون والآلاف من الدبلوماسيين حول العالم سوف يصابون بنوبة قلبية عندما يستيقظون ذات صباح ليجدوا أن كامل أرشيفهم المصنف الخاص بالسياسة الخارجية قد أصبح متاحا وبصيغة تتيح البحث لكافة الناس.. في أي بقعة من العالم حيث توجد سفارة أميركية هناك فضيحة دبلوماسية سوف يكشف النقاب عنها. فوضى على مستوى العالم بصيغة حاسوبية مبسطة.. إنه لأمر ممتع ومرعب".

واعتبر أن تلك المعلومات هي "ملك الناس وتنتمي لهم".



ووفقاً لتلك المحاورات، فإن ماننغ قام بتحميل الوثائق التي رفعها على موقع ويكيليكس الذي وصفه بأنه "ناشط في حرية تداول المعلومات"، والذي يقوده قرصان الحاسوب السابق جوليان أسانج.

ويظهر أن أسانج ومجموعته قرروا فورا تمرير المعلومات إلى النشر، إضافة إلى معلومات أخرى متوفرة لديهم "لتضخيم الصدمة السياسية"، حسب ما قالوه على موقعهم الإلكتروني.



وفي نيسان الماضي؛ أظهرت الوثائق, التي نشرت في صحف مثل نيويورك تايمز وديرشبيغل الألمانية بالتزامن, أن قوات التحالف قتلت مدنيين في السابق ولم يتم الإفصاح عن ذلك، كما أنها سلمت سجناء إلى جهات كانت تعلم جيدا أنها ستعذبهم.

أما في تشرين الثاني الماضي؛ فقد بدأ موقع "ويكليكس" بنشر نحو ربع مليون برقية دبلوماسية أميركية فجر من خلالها أزمة دبلوماسية في وجه الولايات المتحدة, إذ كشف النقاب عن معلومات حساسة تتعلق بما يسمى الإرهاب وحظر الانتشار النووي وغيرها من القضايا الرئيسية في العالم, وتتعلق التسريبات بوثائق أرسلها دبلوماسيون أميركيون إلى واشنطن و8 ألاف مذكرة أرسلتها الحكومة الأميركية إلى السفارات، تعود للفترة ما بين عام 2004 ونهاية شباط 2010.



ورغم أن التسريبات قد أكسبت أسانج وموقعه صيتا عالميا واسعا، فإنها أيضا تسببت في غضب عارم في البنتاغون واليمين المتطرف الذي تعالت أصوات من داخله تطالب بالقبض على أسانج أو حتى اغتياله, وأصدرت السويد في الشهر الماضي مذكرة اعتقال دولية بحق أسانج للتحقيق معه في جرائم جنسية مزعومة, لكن محاميه يقول إن تلك مجرد مزاعم لا تستند إلى الحقائق.

ويقول ويكيليكس إنه بصدد نشر مجموعة مختارة أخرى من الوثائق, وتتوقع الغارديان أن تنشر الوثائق القادمة بصورة مستقلة، ولكن بالتزامن مع نيويورك تايمز ودير شبيغل ولوموند الفرنسية وإلباييس الإسبانية.


سلام المسيح معكم
كابي صومي
موقع شباب السريان
عيد ميلاد مجيد